جان ماركو مونتيسانو رسام وكاتب ومخرج مسرحيّ من أشهر فناني إيطاليا المعاصرين، له مشاركات في المعارض والمناسبات العامة ذات الشأن الدولي. وهو رسام ذو ريشةٍ لا يُخطئها النظر، فيجمع بين الواقع التصويري، الذي لا يكاد يكون إلا بالأبيض والأسود، وصور تمتزج فيها الثقافة السياسية والسينمائية والفنية لإيطاليا وأوربّا بالقرن العشرين امتزاجًا له سخرية بالغة وتأثيرات آسرة.
Gian Marco Montesano
Artists
كان أول ما أنجز من أعماله في مطلع السبعينيات استنساخاتٌ مكبَّرة لصور العذراء والصور المقدسة، إذ أعاد النظر فيها نظرةً ساخرة بعين ما بعد الحداثة، متبعًا تقاليد الثقافة الشعبية المنتشرة، وكساها بمعانٍ خيالية ونظرية. وانضم في أواخر الثمانينيات إلى حركة الوسائطية، وهم جماعة إحياء فن الرسم الذين اتصفوا بعناية بالغة بوسائل الإعلام والتصوير الفوتوغرافي، حيث كان صاحبُنا رائدًا. وأشهر ما يُعرف به اليومَ لوحاتُه الواقعية التي تروي قصة الثقافة الشعبية لأوربّا في القرن الماضي، من الحرب العالمية الثانية إلى الطفرة الاقتصادية، مرورًا بهُليود والسينما الواقعية الجديدة، وصولًا إلى الاحتجاج السياسي وأزمات العالم المعاصرة الكبرى. على أنه لا يكتفي بهذه ويستعمل معها صورًا للمناظر الطبيعية ظاهرها الحياد، مرسومةً على خلفيات ريفية أو جبلية، وصورًا لأطفال ويافعين منهمكين في اللعب وأعمال بريئة أخرى، كسلسلة طويلة من الصور المأخوذة من ألبوم ذكرياتنا.
جان ماركو مونتيسانو من مواليد تورينو سنة (1949)، ويعيش ويعمل بين باريس وترِنتو وبولونيا. وهو حاضر في مجال الفن منذ السبعينيات، ودُعي إلى بينالي البندقية سنة (2009) في الجناح الإيطالي، وقد أقام معارض في أماكنَ دوليةٍ مهمة عامةٍ وخاصة، وخُصص له معرض عام كبير في تورينو سنة (2003)، أشرف عليه لوكا بيَتريش وجِيدو كُرتو، ودعمته المنطقة، وكتب عنه مفكرون ونقاد، أمثال جان بُدرِيار وتوني نغري وأخيل بُنيتو أوليفا. وقد جمع إلى كونه رسامًا راسخَ القدم شغفَه بإخراج المسرح، وله شركة اسمها فلوريان مقرّها في بِسكارا، وقد قدمت عروضًا في باريسَ والمجرِ وجميع أنحاء إيطاليا.