عمِل ليونيدا دي فيليبي سنينَ طويلةً على مفهوم الأيقونة الإعلامية، إذ يُعيد تصوير الأخبار المصوَّرة وصور الأهل والصور الشخصية تصويرًا تشكيليًّا، ويُعيد إنشاء البكسلات يدويًّا واحدة تلو الأخرى، وأكثر ما يكون ذلك بالأسود والأبيض، وكل ذلك بتنميق شديد وأناقة شكلية بالغة، تُحيل بوضوح إلى أجواء العصر الشعبي القديم. وقد أنشأ الفنان لمصلحة جاليري ڤيك ميلانو بيئةً كاملة من سلسلة أعماله الأخيرة، وكلها تدور على معنى الدائرية.
Leonida De Filippi
Artists


والحق أن محور هذه الغرفة لوحاتٌ تجاوزت كل حاجات التصوير التشكيلي، وانصبَّت على رمز الدائرة، فاختزلت الرسوم الأيقونية إلى جوهرها، فبلَغتِ التجريد، وكأن الدوائر المرسومة بألوان مسطَّحة زاهية شديدة التباين تأسر عين المُشاهد إلى باطنها في حركة حلزونية ذات أثر شكلي عظيم، تُذكِّر بالأوهام البصرية والرسوم الإعلانية في السبعينيات، وبذلك يغمر مُشاهِدَ العمل إحساسٌ باغتراب مُطرِب عن الواقع، وتنقله تناغمات الأشكال إلى حالة من التركيز الباطني. ليونيدا دي فيليبي من مواليد ميلانو سنة (1969)، حيث يعيش ويعمل، وقد عرض أعماله في أنحاء العالم، من باريس ولوغانو ولندن إلى الصين وكوريا الجنوبية، ومن المتاحف التي ضيَّفت أعماله:
مركز الفن المعاصر بميلانو، ومتحف الفن الحديث والمعاصر برُفِريتو، ومركز الفن والإعلام (ZKM) في كَرْلِسُوه بألمانيا، ومعرض الفن الحديث في جنوة، وشارك سنة (2017) في مهرجان وُوهان للفنون في الصين بمشروع متنقل تضمَّن تركيب لوحاته الدائرية في أنحاء المدينة وإشراك سكانها.