يُناوب أنطونيو دي لوكا في عمله بين احتراف التصوير ومعالجة الفن التجريدي، مستعينًا بوسائلِ تعبيرٍ شتى؛ من التصوير التشابهيّ إلى الرقمي، مرورًا بالطباعة الحريرية وتقنيات معاينة الصور الرقمية، وربما أبدعَ تُحفه بتركيب دوراتٍ جديدة من الصور على أفلام مطوية سلفًا، فيخرج بمؤثراتٍ تخبِط خبْطَ عشواءٍ في وضع صور مختلفة جنبًا إلى جنب بتتبع أسلوب ما بعد الدادائية، والتأثير أشبَه غالبًا بـ «السريالية المعتادة» المُفْضية إلى تأمل الواقع وما به من أوجهٍ غريبة أو متناقضة في عصر «ذوبان الواقع»، الذي حلَّتْ محلَّه بالكلية لعبةُ الترفيه الافتراضي الكبرى.
Antonio De Luca
Artists


هذا وإن دي لوكا مصوِّرُ أزياءٍ، وراوٍ لمحاسن الأنثى، بما له من تجربةٍ وطُولِ باعٍ بُسطَ بين التصوير الفوتوغرافي للأزياء والإعلانات، حتى المجلات اللامعة ودُور الإنتاج، وكان دَيدنُه في ذلك التقيُّد بالواقع المحيط، والسعيُ في طلب حُسنِ حَسناءَ، وجمالِ أرضٍ وبهاءِ سماء. أنطونيو دي لوكا من مواليد صقلية سنة (1956)، وعاش وعمِل سنواتٍ عديدةً في ميلانو، وهو مصور عمل ونشر في عديدٍ من المجلات ودور النشر، نذكر منها رِتسُولي ومُندَدوري ورُسكوني وكُندينَست ومجلة «هي» اليابانية، ومدام فيجارو، وحصد جوائزَ مرموقة كجائزة أرت دُنكي الدولية، وأعدَّ فيديوات إعلانية وكتيِّبات وتقويمات ومنشورات لكثير من الشركات والوكالات. ولفناننا مشاركاتٌ في معارضَ ومهرجاناتٍ ومناسبات، منها بينالي البندقية وكروناشي فيري ورِتراتي إيطالياني في سالون كُنسولو بميلانو، وفي التلفاز، وقاعة سان فِديل بميلانو، ومشروع مُنت بلَنك للفنون سنة (2001) بفيديو «بوهيم» في طوكيو وسِدني.