تُعنى سارة باكستر بسبْر العلاقة المعقدة بين الفن ووسائل الإعلام، مستلهمةً في ذلك مدرسة (البوب أرت)، ويرتبط معظم نِتاجها الفني بصور السلع الاستهلاكية، إذ تحولها إلى أيقونات فنية تنضَح بالسخرية والمزاح. ومن أبرز أعمالها مراجعةٌ ثلاثية الأبعاد لعُلب صلصة الطماطم الشائعة التي خلدها أندي وَرهول، إذ طبعت عليها شعارات الأبطال الخارقين المعروفين، كالرجل الخارق (سوبرمان) والرجل الوطواط (بَتمان) والمرأة العجيبة (وَندَروُمَن)، وصور شخصيات القصص المصورة والرسوم المتحركة.
Sara Baxter
Artists


ويرمي عملُها إلى إذابة الفوارق بين الثقافة العليا والثقافة الدنيا على نهج (البوب أرت) المعهود، مع مراجعةٍ مرحة للعلاقة بين السلعة الاستهلاكية والثقافة الشعبية والغرض الفني المُحوَّل إلى رمز فاخر. وقد خلَّدت في إنتاجها الأحدث أغراضًا ورموزًا للاستهلاك الواسع الانتشار، كقوارير المشروبات المنعشة والخمور، وآنية الطعام، والعطور، وملصقات المنتجات الغذائية، والشعارات التجارية والتغليف، ثم جعلتها محورَ لوحاتها بأسلوب يمزج النمط الشعبي بتأثير الرسوم الإعلانية.
ونرى الفنانة الإنجليزية تصف لنا الفنَّ في عملها بلعبة بالغة الجِدّ يصعب فيها على جامع التُّحف والمستهلك معًا تمييزُ قيمة العمل على حقيقته من القيمة المضافة التي وضعتها الآليةُ المعقدة التي تحكم نظام الفن، على غرار ما يحدث في النظام التجاري حيث حلَّتْ قيمة العلامة التجارية وهويتها محلَّ القيمة الحقيقية للسلعة المعروضة للبيع في المتاجر الكبرى. سارة باكستر الفنانة الإنجليزية الأصل تقيم وتعمل في ميلانو منذ سنين كثيرة، وقد عمِلتْ مديرةً فنية في صناعة الأزياء، ثم شرعتْ سنةَ (2005) تعرض أعمالها في كثير من المعارض الجماعية والفردية. وقد بلغَتِ المراحل النهائية في جوائزَ فنيةٍ مهمة كجائزة «كُمبات» (Combat)، ونذكر من المعارض التي شاركت فيها «ثورة بوبَب» (Pop Up Revolution) سنة (2014).